يختتم اليوم معرض كتارا الدولي للصيد والصقور فعالياته التي استغرقت 4 ايام، وأجمع الخبراء علي أن المعرض من أنجح المعارض التي شهدتها منطقة الخليج على الاطلاق وزاره أكثر من 100 الف مواطن، وزار المعرض باليوم الاول 25 الفا من جمهور المواطنين والمقيمين وأكثر من 30 الفا باليوم الثاني، ووصل متوسط نسبة المبيعات فيه الى 50 مليون ريال، وبلغ عدد المشاركين فيه 110 مشاركين قاموا بعرض ما يصل متوسط قيمته 200 مليون ريال من لوازم التخييم والتصقير الى جانب المئات من افضل انواع الصقور المحلية والدولية التي بيع احدها بأكثر من 400 الف ريال، وفي تطور لافت للإنتباه كسر سعوديون وإماراتيون الحصار وجاءوا عبر الكويت لزيارة المعرض الذي شهد حضورا مكثفا للكويتيين والعمانيين، ويلفت الإنتباه أن المنتج القطري احتل مكانة متميزة وسط العارضين، وحل محل المنتج السعودي والاماراتي الذي طالما اعتمد عليه القطريون وبنسبة وصلت الي 70% سواء بالنسبة لأدوات التصقير او التخييم، وخصص اليوم الرابع في المعرض امس لعرض صقر حر قرناس هوا (وحش) ذي مواصفات جمالية عالية، ونادرة، يصنف من صقور المزاين للمزايدة عليه في فعالية المزاد، وقد حددت اللجنة المسؤولة عن المزاد سعر الحد الأدنى بـ 300 ألف ريال قطري.
هواة الصقور
كما شهد المعرض بصفة يومية زيارات مستمرة لكبار الشخصيات نذكر منهم: سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت وزير التخطيط التنموي والإحصاء وسعادة الشيخ خالد بن علي بن عبد الله آل ثاني وسعادة السيد نبيل زنيبر سفير المملكة المغربية وسعادة السيد فكرت أوزر سفير جمهورية تركيا لدى الدولة الذي أبدى استعداد بلاده للمشاركة في النسخة القادمة لمعرض كتارا الدولي للصيد والصقور سهيل لما لمسه من اقبال جماهيري غفير ومشاركات محلية وعالمية كبيرة. ومن ضيوف المعرض الذين قدموا من دولة الكويت ناصر الدويلة عضو مجلس الأمة الكويتي سابقاً الذي اعرب عن سعادته بتواجده في دولة قطر وحضوره لمعرض كتارا الدولي للصيد والصقور “سهيل” واصفاً إياه بأنه المعرض الذي استقطب هواة الصقور والصيد والمقناص في الجزيرة العربية والذي تمناه كل الهواة في هذا المجال.
موروث ثقافي
وقالت مؤسسة كتارا التي احتضنت المعرض ان الهدف من إقامته الحفاظ على الموروث العريق وتشجيعًا للصقارين والهواة، ودعم الأنشطة التجارية والثقافية والرياضية الخاصة بالصيد والصقور، و بناء علاقات تبادلية بن الهواة والتُجار ووصف المشاركون المعرض بأنه أكبر معرض دولي شهدته منطقة الخليج متخصص في الصقور، وأقيم بالمعرض مزاد للصقور، معارض خاصة بالصقور والصيد، وورش لتدريب الأطفال على رياضة المقناص، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الأخري. كما خصص في المعرض جناح للحرف اليدوية الخاصة بالصيد ولوازم الطير.
وكانت اللجنة المنظمة للمعرض اختارت اسم “سهيل” له، وهو نجم ارتبط ارتباطاً وثيقاً بأهل الصيد. وينتظرونه في كل موسم بشغف كبير نظرًا لأن ظهوره يعتبر بداية الرحلات البرية والصيد والقنص، وابتداءً من طلوعه تبدأ عملية التحول التدريجي في المناخ وتأخذ درجات الحرارة بالإنخفاض، ويصاحب ذلك تغيرات طبيعية وتبدأ طلائع الطيور المهاجرة البرية والبحرية في الوصول إلى شواطئ الخليج العربي الدافئة، ويقال لعملية نزوح الطيور إلى هذه المنطقة ( اللفو) كما تعرف عملية هجرة الطيور في طريق عودتها الى موطنها الأصلي بـ ( العبور).
تجارة الصقور
وضمن مشاركتها بالمعرض كشف مصدر بجمعية القناص القطرية أن متوسط أعداد الصقور في الدولة تضاعف هذا العام الي 20 ألف طائر، وقال المصدر- فضل عدم ذكر اسمه – إن أسعار تلك الصقور تصل الي متوسط 400 مليون ريال، مشيرا إلى أن الصقر الواحد يتراوح متوسط إنفاقه بين 3.5 إلى 5 آلاف ريال رسوم دخول للمقايض المنتشرة بالدولة، أي ما يقدر بمتوسط 35 مليون ريال لإجمالي الصقور، مؤكدا أن متوسط تكلفة الطائر سنويا تصل إلى 5 آلاف ريال.
كسرنا الحصار
وحول مصدر مستلزمات التصقير والتخييم قال نايف بن محمد المير مالك شركة العنة القطرية :” إنه منذ اعلنت دول الحصار حظر صادراتها الي دولة قطر ضاعفت طاقة عملنا في جميع ورش الشركة وضاعفنا الإنتاج لسد العجز المنتظر بلوازم الإنتاج بمجالات لوازم التصقير والتخييم في ظل تشجيع ودعم متواصل من قبل الشركات الوطنية والدولة وبنك التنمية، وبالفعل نجحنا في سد العجز وكسر الحصار حيث كان القطريون يستوردون 70% من لوازم التصقير والتخييم من السعودية والامارات ، لكننا انتهزناها فرصة لخدمة وطننا وقدمنا للقطريين بديلا اكثر جودة وباسعار تقل 25% عن مستلزمات التخييم والتصقير التي كانوا يستوردونها من السعودية والامارات.
وما ترونه يعرض بكتارا بمنفذنا الان من مستلزمات التخييم والتصقير والرحلات هو انتاج قطري 100% ، وأبرمت مع شركة العنة شركات كويتية عقودا لتصدير منتجاتنا إلى دولة الكويت الشقيقة حيث يشارك الكويتيون بكثافة في المعرض. ويضيف نايف “زارنا كبار المسؤولين بالمعرض ووعدونا بتذليل كافة العقبات التي تعترض عملنا ،والمعرض شهد اقبالا وتزاحما إلى الدرجة التي لم يكن فيها موضع قدم، مؤكداً بأنه طور عمليات التصنيع وأستورد المواد الخام من الهند والصين وسوريا، وقامت شركته بتصنيع المستلزمات التي كان القطريون يستوردونها من السعودية مثل الجلسات الأرضية وصناديق الخشب والمراكي وفرش النوم المسمي بالفصول الأربعة التي اسميناها كل الفصول الفكرية.
وداعا للسعودية
ويقول رجل الأعمال مبارك راشد النعيمي :” أغلقت ورشة كنت أمتلكها في السعودية لتصنيع أدوات التخييم فور حدوث الحصار وسافرت الى الصين لإستيراد كل ما يحتاجه الزبائن الذين اتعامل معهم ومن يريد”. ومضي قائلا “التجار في السعودية والامارات لم يكونوا يصنعون تلك المستلزمات انما كانوا يستوردونها من الصين، ويبيعونها لنا ،والان نحن نقول لهم شكرا على الحصار ،استوردنا تلك المستلزمات نحن من الصين وبأسعار اقل وأكثر جودة . ومضي قائلاً “التجار السعوديون والإماراتيون أرسلوا لنا بأنهم يرغبون في التعامل معنا عبر الكويت لكننا اعتذرنا لنا “. النعيمي اشار ان الاقبال علي الشراء من معروضاته ارتفعت معدلاته 50% في هذا المعرض. واوضح بأنه رأى العديد من التجار السعوديين جاءوا عبر الكويت للمشاركة بالمعرض.
اقبال كبير
ويقول رجل الاعمال سعد عيسى البدر صاحب محل ادوات تخييم ان الاقبال علي المعرض كان كبيرا جدا الي الدرجة التي عجزنا فيها عن دخوله، وهو ما انعكس علي معدلات الشراء من منفذه التي ارتفعت هذا العام بنسبة 70 % عن العام الماضي، وان التجار القطريين وفروا للجمهور أدوات التخييم والرحلات والتصقير وباتوا يصنعون بعضها في ورشهم بقطر، ويستوردون ما ينقصهم من دول في شرق اسيا، ونجحوا في ذلك ، ولم يعودوا في حاجة الى دول الحصار.
إشادات محلية
وبثت كتارا على صفحتها بتويتر شهادات زوار للمعرض قال خالد المسند، شارك في مزاد سهيل للصقور بالصقر رقم 2 والذي بيع بـ 220 ألف ريال إنه سعيد بالفرص التجارية التي يوفرها المعرض واشباع هواياتنا، وقال مهدي راشد الدوسري، صاحب مركز البركة لأجهزة تتبع الصقور، المعرض أسعد الجمهور وسيتطور باستمرار، وأعرب علي بن عيسى السادة عن انبهاره بمستوي اخراج وتنظيم المعرض واشاد بفكرة المزاد. وقال محمد المانع”الحمد لله أننا في ظل أزمة الحصار كقطريين نفتخر بأننا أخرجنا هذا المعرض الذي يؤكد توفر ارادة التحدي عندنا”. وشهد المعرض زيارات من قبل كبار الشخصيات والمسؤولين بالدولة والذين اعربوا عن سعادتهم والعمل علي دعم الصناعات الوطنية القطرية ومن بينهم وزيرا الطاقة والاحصاء التنموي واعضاء بمجلس الشورى.
شهادات خارجية
وقال فاضل الداود زائر من دولة الكويت ” المعرض هائل ووفر لنا جميع المستلزمات البرية وأنواع الصقور المختلفة “، وقال الكويتي ايضاً بدر ناصر الخرافي” المعرض ينافس المعارض العالمية”. ومحمد راشد من سلطنة عمان “المعرض جميل وتنظيمه رائع وسعدت بزيارته “. وقالت الزائرة اليونانية أثينا “أن معرض سهيل ساهم بإشباع شغفي بمعرفة التراث القطري في عالم الصيد والصقور”. وقال كانيسميث من ايرلندا صاحب مزرعة صقور”انه سعيد بالمشاركة بالمعرض وانه انجز اعمالا واكتسب زبائن”. وقال فلاح بن شافي سعودي “القطريون احرجونا بحسن استقبالهم المعرض ناجح جدا فقط ما يحتاجه توسعته اشوية”.