قالت شركتا إشراق العقارية وريم للاستثمارات أمس الأربعاء إنهما تسعيان للاندماج نظرا للضغوط التي يتعرض لها سوق الإسكان نتيجة التباطؤ الاقتصادي. وقالت الشركتان، بحسب وكالة رويترز، إن المباحثات وصلت إلى مراحل متقدمة بشأن الصفقة التي بموجبها تكتتب ريم في أسهم جديدة تصدرها إشراق، مقابل استحواذ إشراق على كامل نشاط ريم. وأضافت الشركتان: «يتوقف إنجاز تلك الصفقة ودخولها حيز التنفيذ على مجموعة من الشروط، من بينها الاتفاق على كل البنود الضرورية بما فيها الجزء الخاص بقيمة الاستثمار، إضافة إلى الحصول على الموافقات القانونية والتنظيمية اللازمة». يواصل سوق العقارات في الإمارات تراجعه للعام الثالث على التوالي من خلال تراجع أرباح كبرى الشركات العقارية بنسب تصل إلى الثلث، وانخفاض أسعار وإيجارات العقارات السكنية في الدولة، مما يستدعي تحركًا حكوميًا عاجلًا لمعالجة الاختلالات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي. وتوقعت الدراسات الاقتصادية انخفاض أسعار العقارات السكنية والإيجارات بنسب تتراوح بين 5 و10% عام2017، بحسب ما أكدته وكالة “ستاندرد آند بورز” التي اعتبرت أن القطاع يواجه عاما صعبا بعد التصحيح الذي شهده العام الماضي.
وسجل العام الماضي 2016 تراجعًا بنسب تتراوح بين 30 و35% في أرباح بعض الشركات العقارية، كما تشير دراسات اقتصادية إلى تراجع إيجارات أبو ظبي السكنية بنسب تتراوح بين 8 % إلى 10 % خلال العام الجاري بسبب زيادة المعروض من الوحدات السكنية الجديدة والقديمة، فيما تراجعت أسعار العقارات السكنية في دبي بنسب تراوحت ما بين 8% إلى 11% في المتوسط العام الماضي مع تراجع الإيجارات بنسبة 6% بحسب “ريدين.كوم” ليمثل أقوى انخفاض في غضون 5 سنوات. كما تشير أحدث التقارير لـ”كلاتونز” حول “آفاق سوق العقارات في دبي لفترة شتاء 2016/2017” إلى تراجع قيم العقارات بنسبة 2.6٪ إضافية خلال الربع الثالث من العام، لتنخفض بنسبة 26.7٪ عن الذروة التي شهدها في الربع الثالث من عام 2008. ويرجح اقتصاديون أن يتواصل هذه التراجع في سوق العقار خلال عام 2017 مع استمرار الضغوط على العملات الأجنبية، وتواصل انخفاض أسعار العقارات السكنية والإيجارات على الأرجح.
التراجع في سوق العقار كبد كثيرا من الشركات العقارية خسائر فادحة، حيث سجلت شركة “إشراق العقارية ” خسائر قدرها 545.7 مليون درهم بنهاية عام 2016، مقارنة بأرباح قدرها 10 ملايين درهم تم تحقيقها خلال الفترة نفسها من عام 2015. وارتفعت خسائر شركة “أرابتك القابضة” المختصة في مجال الإنشاءات والعقارات إلى 3.412 مليار درهم أو ما يعادل 930 مليون دولار بنهاية عام 2016، مقارنة بخسائر قدرها 2346.7 مليون درهم تم تحقيقها خلال الفترة نفسها من عام 2015. فيما تعرضت شركة دريك أند سكيل لخسائر جسيمة العام الماضي، بلغت قيمتها 786 مليون درهم، بينما سجلت شركة إعمار العقارية استثناء من هذه المعادلة عبر تحقيقها نموًا واضحًا في صافي أرباحها، انعكس على سعرها في السوق وأرباحها الصافية والتي بلغت قيمتها 5.2 مليار، هذا غير خسائرها بعد الحصار على قطر وانسحابها من السوق القطري.