شارك سعادة عبدالله بن حمد العطية رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبدالله بن حمد العطية الدولية للطاقة والتنمية المستدامة في القمة الإيطالية السابعة عشرة للطاقة بمدينة ميلان، والتي انتهت أمس تحت عنوان “الاستراتيجية الجديدة والابتكار”. وشارك في الجلسة الافتتاحية للقمة سعادة السفير عبد العزيز بن احمد المالكي الجهني سفير دولة قطر لدى الجمهورية الإيطالية، وسعادة السيد فهد بن إبراهيم المشيري القنصل العام لدولة قطر في مدينة ميلانو الإيطالية، بالاضافة إلى عدد من الرؤساء التنفيذيين لكبريات شركات الطاقة الايطالية. وشارك سعادة عبد الله بن حمد العطية في الحلقة النقاشية الرئيسية رفيعة المستوى والتي خصصت للشخصيات القيادية العالمية في مجال صناعة الطاقة، وأكد العطية في حديثه أن قطر تبنت نهج انتاج الطاقة النظيفة الطاقة، وذلك من خلال قيادتها العالمية لصناعة الغاز الطبيعي المسال والذي يعتبر الأقل مصدرا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وبنسبة 50% تقريبا، ما يمهد الطريق لقطر نحو مستقبلٍ أكثر ازدهارا مع الطاقة النظيفة. وأوضح أن قطر بدأت مشوار صناعة الغاز منذ زمن بعيد وبأقل التكاليف. وأشار سعادته إلى ما تتمتع به قطر من قوة اقتصادية ومكانة عالمية في إنتاج الغاز الطبيعي المسال متماشياً مع رفع سقف إنتاج الغاز المسال من 77 إلى 100 مليون طن سنوياً، بالإضافة لِمَا تتمتع به الدولة من قدرة تصديرية ضخمة للغاز إلى جميع أنحاء العالم، حتى وفي ظل الأزمة الخليجية الراهنة، والمتمثلة بقرار دول الحصار في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، والتشكيك في قدرتها على الاستمرار في ضخ ونقل الغاز للعالم عبر ما تمتلكه الدولة من اسطول بحري يمكن أن يمد أي بقعة بالعالم بالغاز المسال.
وأشار العطية إلى أن قطر مازالت وستبقى مُلتزمة بتنفيذ اتفاقاتها الاقليمية والدولية فيما يتعلق بضخ الغاز إلى إمارة ابوظبي، والذي يصل إلى حوالي ملياري قدم مكعب من الغاز يومياً، وهي الكمية التي تلبي ما يقارب 30 في المائة من احتياجات الإمارات من الطاقة التي ما زالت تشتري الغاز من قطر على الرغم من اتهام الدول المحاصرة لقطر بالارهاب دون تقديم أي دليل، مضيفا يتم ذلك في حين أن ابوظبي تتبع نظرية النفاق السياسي، إلا أننا في قطر نتعامل مع تلك الاتفاقيات التي نبرمها باحترافية عالية، حيث إننا نؤمن أن الخلافات السياسية لا تؤثر في سريان الاتفاقيات الاقتصادية.
واستعرض العطية نموذجاً لالتزام قطر بمساندة حلفائها الاقتصاديين، إذ قامت بإغاثة العديد من الدول المتضررة جراء الكوارث الطبيعية، وهذا ما تجلّى في اغاثة قطر لليابان أثناء وقوع كارثة مفاعل فوكوشيما عام 2011 الذي تأثر بزلزال هز اليابان مما أسفر عن أضرار جسيمة لحقت بالبشر والمباني، ووقتها سارعت قطر بمد طوكيو بالغاز الذي ساهم بتوفير الطاقة اللازمة لحل الأزمة التي لحقت بالبلاد.
وفي ختام حديثه، أبرز العطية الآثار اللاإنسانية التي لحقت بالمجتمع القطري، وبمواطني الدول المحاصرة العاملين بقطرعند وقوع الأزمة، إذ قطع الحصار الأواصر بين الأرحام، فلم تعد الأم التي تحمل إحدى جنسيات دول الحصار قادرة على البقاء مع زوجها وأبنائها القطريين، ولم يعد القطري قادرا على زيارة أقاربه في دول الحصار، كما امتدت آثار الحصار لتطال الطلبة، إذ أجبرت الدول المحاصرة الطلبة القطريين الذين يدرسون في أراضيها المغادرة فورا دون مراعاة للسنوات التي قضوها في دراستهم، كما اضطر عدد من حاملي جنسيات دول الحصار والذين يدرسون في قطر على مغادرتها بناء على طلب دولهم المحاصرة لقطر دون تسوية أمورهم أو إكمال دراستهم التي كانوا قد بدأوها، لتضيع تلك السنوات التي قضاها هؤلاء الطلبة في الدراسة هباء منثورا.
وتساءل العطية حول اقحام الخلاف السياسي في الجوانب الاجتماعية والانسانية؟
ومضى عبدالله العطية بالقول إن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد سنّت إحدى دول الحصار قانونا يجرم التعاطف مع قطر، إذ تصل عقوبة المتعاطف مع قطر لـ 15 سنة وبغرامة مالية تصل لـعشرة ملايين ريال، وسنت دولة أخرى قانوناً يُجرم المتعاطف بعُقوبة سجن تصل لـ 10 سنوات وغرامة مالية تصل لـ 5 ملايين ريال، وقد أبدى العطية استغرابه الشديد لإمكانية أن تصل إحدى الدول التي جمعت بينها وبين قطر علاقات تاريخية بتجريم يطال المتعاطفين. قائلا إن هذا الجانب ربما لا تعيه دول الحصار وأن التعاطف يُعد سلوكاً إنسانياً طبيعياً قد يبديه أي إنسان عاقل تجاه أي مظلوم. و أكد العطية أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد طال الاعتقال رقاب الصامتين الذين لم يعبروا عن رأيهم في الأحداث الحاصلة.
وأنهى عبدالله بن حمد العطية حديثه متسائلا عن الغاية والهدف الذي تريد دول الحصار بلوغه، وما الذي تهدف إليه هذه الدول من خلال إلحاق الضرر والأذى بالشعوب؟.