الدوحة – قطر
أكد سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي وزير البيئة ، أن موجات التصحر والجفاف التي يشهدها العالم منذ سبعينيات القرن الماضي، خلفت من الخسائر البشرية والبيئية ما لم تخلفه الأعاصير والفيضانات والزلازل التي حدثت في نفس الفترة.
وأضاف سعادة الوزير في مداخلته خلال الجزء رفيع المستوى من أعمال الدورة الـ 12 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية لمكافحة التصحر، المنعقدة حاليا في العاصمة التركية أنقرة، أنه من أصل مجموع دول العالم، تعاني اليوم 168 دولة وبدرجات متفاوتة، من تداعيات التصحر والجفاف، بما فيها تدهور التربة والغطاء النباتي واستحواذ النمو الديمغرافي والعمراني على جزء كبير من المساحات الزراعية، فضلا عن انخفاض مخزون المياه الجوفية، جراء نقص وعدم انتظام الأمطار.
وتطرق سعادة وزير البيئة إلى خصوصية التحديات المناخية والبيئة التي تواجهها الدول ذات الأراضي الجافة قائلا إن هذه التغيرات المناخية المزمنة، ضاعفت مخاطر انعدام الأمن الغذائي، الذي يعاني منه اليوم أكثر من 800 مليون شخص، أغلبهم من مواطني الدول ذات الأراضي الجافة، والتي يعيش فيها نحو ثلث سكان العالم.
وتحدث سعادته عن السياسة المتكاملة التي اعتمدتها دولة قطر في التصدي للتحديات البيئية والمناخية، قائلا إنها تقوم على زيادة المحميات الطبيعية والحفاظ على الغطاء النباتي بإعادة التشجير وزيادة المسطحات الخضراء والمحافظة على التنوع البيولوجي وإدخال التقنيات الحديثة في الزراعة للحد من استنزاف المياه الجوفية.
وأشار سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي إلى ضرورة التعاون الإقليمي والدولي لتعزيز السياسات والخطط المحلية في مواجهة التغير المناخي وانعدام الأمن الغذائي، مؤكدا أن أي بلد ومهما كانت وسائله ومقدراته الذاتية ، لن يستطيع منفردا مواجهة التداعيات الخطيرة للتغير المناخي، وفي مقدمتها التصحر والجفاف وانعدام الأمن الغذائي، مشددا على أن هذه تحديات مشتركة، ولا بد لها من حلول مشتركة.
وفي هذا السياق، قال سعادة وزير البيئة إن مبادرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله” بإنشاء (التحالف العالمي للأراضي الجافة)، جاءت لتكمل جهود المنظمات الدولية ذات الصلة، لافتا إلى أنه تم التنسيق والتشاور مع عدد كبير من هذه الدول، ومن المنظمات والهيئات الدولية والشركاء في التمويل والأبحاث، لإعداد وإثراء ومراجعة النصوص التأسيسية للتحالف العالمي للأراضي الجافة.
ووجه سعادة الوزير الدعوة إلى كافة الدول المعنية لدعم مبادرة التحالف والانضمام إليها، خلال المؤتمر الذي يتوقع أن تستضيفه دولة قطر العام القادم، لتوقيع المعاهدة التأسيسية للتحالف كمنظمة دولية خاصة بالأمن الغذائي.
وفي إطار الترويج لمبادرة التحالف والتحضير لمؤتمر الدوحة التأسيسي، أجرى سعادة وزير البيئة سلسلة اجتماعات مع عدد من رؤساء الوفود والمنظمات المشاركة في مؤتمر أنقرة مثل الأمينة التنفيذية لاتفاقية مكافحة التصحر ووزراء البيئة والزراعة في كل من تركيا وبنين والنيجر وغينيا وناميبيا، بجانب كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بالتنمية، وعدد آخر من ممثلي الأجهزة الإقليمية والدولية المعنية بمبادرة التحالف العالمي للأراضي الجافة.
وقد أشادت هذه الشخصيات بمبادرة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى “حفظه الله” وبالدور الريادي الذي تقوم به دولة قطر في المحافل الدولية المهتمة بالتغير المناخي والأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وأكدت ترحيب ودعم دولها ومنظماتها لمبادرة التحالف واستعدادها للانضمام إليها والشراكة معها لتحقيق أهدافها في ضمان الأمن الغذائي للدول ذات الأراضي الجافة، والإسهام بالتالي في تعزيز السلم والأمن الدوليين، عبر القضاء على الفقر والجوع.
وعلى هامش المؤتمر اجتمع سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي كذلك مع سعادة السيد قطب الدين آرزو وزير الزراعة الغذائية والثروة الحيوانية التركي، بحضور سعادة السيد سالم مبارك آل شافي، سفير دولة قطر في أنقرة، وتناول الاجتماع دراسة سبل التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والأمن الغذائي والإنتاج الحيواني والمواضيع ذات الاهتمام المشترك.