الكويت – الكويت
شهدت الأشهر القليلة الماضية دخولاً خليجياً ودولياً غير مسبوق إلى الاستثمار في قطاعات الاستهلاك الكويتية، يُنتظر أن تتوالى محطاته تباعاً مع ظهور نتائج الاكتتاب الخاص في أسهم «ميزان القابضة» الذي يستقطب إقبالاً قوياً من خارج الكويت. وبرز الاهتمام الخارجي بداية من خلال صفقة استحواذ شركة ألمانية على موقع «طلبات» الكويتي مقابل 170 مليون دولار أميركي، ثم من خلال صفقة استحواذ «بي آر إف» البرازيلية على 75 في المئة من أسهم «اليسرة للأغذية» المتخصصة في توزيع الأغذية المجمدة في الكويت، في صفقة تصل قيمتها إلى 160 مليون دولار أميركي. ثم تُوّج هذا الاهتمام بالإعلان أول من أمس عن صفقة استحواذ مجموعة المهيديب السعودية على 35 في المئة من شركة أبيات.
وفي الأثناء، علمنا أن الاكتتاب الخاص التمهيدي في الطرح الثانوي لأسهم «ميزان القابضة» يستقطب إقبالاً قوياً من خارج الكويت، لاسيما من المستثمرين الخليجيين، ما يرجّح معه إغلاق الاكتتاب، الذي تديره «الوطني للاستثمار»، على تفوّق واضح للطلب على العرض.
وتعد «ميزان القابضة» واحدة من كبرى شركات تصنيع وتوزيع المنتجات الغذائية والاستهلاكية في منطقة الخليج، وقد بدأت أخيراً عملية الاكتتاب الخاص في 30 في المئة من رأسمالها، تمهيداً لإدراج الشركة في سوق الكويت للأوراق المالية والمتوقع خلال الربع الثاني من عام 2015، ضمن استراتيجية الشركة للانتقال من شركة عائلية خاصة إلى شركة مساهمة عامة يتم تداولها في سوق الأوراق المالية. ويضاف إلى ما سبق اهتمام عدد من الشركات الخليجية والأجنبية صناديق الملكية الخاصة بالاستحواذ على الشركة الكويتية للأغذية (أمريكانا) في الفترة الماضية. وتشير هذه الصفقات والأنباء إلى اهتمام خارجي غير مسبوق بالاستثمار في قطاع الاستهلاك الكويتي، بفضل ما يتمتع به هذا السوق من قوّة شرائيّة عالية وتركّز سكّاني عالٍ.
المراقبون يسجّلون أسباباً عدّة لهذا الاهتمام الخارجي، لعل أبرزها البراعة الكويتية في الأعمال، والتي نجحت في تأسيس نماذج أعمال ذكيّة، وبناء أسماء تجاريّة جاذبة، وميزات تنافسيّة قويّة. فاسم مثل «أبيات» يشكّل قصّة نجاح كويتيّة تحاكي النجاحات العالميّة في قطاعات التجزئة. تضاف إلى ذلك ندرة الفرص للاستثمار في القطاع الاستهلاكي الكويتي، نظراً للطبيعة العائليّة للكثير من الشركات والمجموعات ذات الحضور القوي فيه. ولذلك فإن أي فرصة للدخول في القطاع تستقطب اهتماماً أجنبياً وخليجياً قوياً.
اللافت أن الثقافة الاستثمارية الكويتية بدأت تنفتح على نحو غير مسبوق بما يسمح للشركات العائلية بتعويم بعض من أسهمها، أو الدخول مع مستثمرين دوليين.