الدوحة – قطر
افتتح سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي وزير البيئة أمس فعاليات المنتدى الخليجي الأول لاستراتيجية التقييس الخليجية بين الطموح والتحديات، وأطلق سعادته بهذه المناسبة مشروع الإستراتيجية الخليجية في مجال التقييس بحضور وفود الهيئة الخليجية للتقييس والدول الأعضاء وعدد من الخبراء المختصين في مجال استراتيجيات واتفاقيات التقييس بدول مجلس التعاون ودول العالم الأخرى.
ونوه سعادة وزير البيئة في الكلمة التي افتتح بها المنتدى بالاهتمام الذي يحظى به عمل التقييس الخليجي من جميع المسؤولين وعلى كافة المستويات مما يؤكد توافر الإرادة والعزم للنهوض بالمواصفات والجودة.
وأكد على أن التقييس مطلب استراتيجي لدول مجلس التعاون نظرا لأهميته في حياة الفرد والمجتمع من حيث توفر أعلى معايير الصحة والسلامة والأمان في السلع والمنتجات المصنعة محليا أو المستوردة من الخارج بما يتوافق مع مبادئ الاتحاد الجمركي الخليجي والسوق الخليجية المشتركة.
وأشار سعادة السيد أحمد بن عامر الحميدي في كلمته إلى أن أهم الأهداف الرئيسية للإستراتيجية هو وضع إطار التطوير المستمر لعمل هيئة التقييس الخليجية وانتقالها إلى المستوى العالمي، لافتا إلى أن هذا يستدعي وضع خطة طويلة الأمد لتحقيق الإستدامة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
وأضاف سعادته قائلا،إن إستراتيجية التقييس تسعى إلى تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون متمثلا في التجارة البينية والخارجية بين دول المجلس ودول العالم وحماية المستهلك والبيئة والاقتصاد الوطني لكل دولة، بما يضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة من أجل أجيال المستقبل.
كما أن للإستراتيجية دور هام في وضع تكامل اقتصادي خليجي يقوم على أساس قوي يتمثل في المواصفات باعتبارها اللغة المشتركة بين الدول، لافتا في هذا السياق إلى أنه لا يمكن للسلع والمنتجات أن تنتقل بين الدول إذا لم ترفق بها شهادة مطابقة وعلامة جودة.
وقال إن المواصفة القياسية الخليجية الواحدة تعني اختبارا واحدا مقبولا لجميع الدول الخليجية وشهادة جودة ومطابقة خليجية واحدة مقبولة للدول، فضلا عن تركيز الإستراتيجية على الاعتراف المتبادل بشهادات الاعتماد والمطابقة كهدف للتكامل التجاري والاقتصادي والصناعي.
وعبر سعادة وزير البيئة في ختام كلمته عن شكره لهيئة التقييس الخليجية والعاملين بها والتي قال إنها شهدت تطورا كبيرا ليس على الصعيد الخليجي فحسب ولكن على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما شكر جميع العاملين في أجهزة التقييس الوطنية بدول مجلس التعاون لما يبذلونه من جهود، متمنيا للمشاركين في المنتدى الاستفادة القصوى من فعالياته.
من ناحيته قال الدكتور محمد بن سيف الكواري الوكيل المساعد لشؤون المختبرات والتقييس بوزارة البيئة،إن التقييس يحظى بأهمية كبيرة وبالغة في مجالات عدة منها الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والصناعية والبيئية، كما يرتبط بفعاليات ومشاريع هامة منها ما يتعلق بإعداد المواصفات القياسية وإجراء الاختبارات والفحص والتفتيش وإصدار علامات الجودة والمطابقة والتي قال إنها تمثل مجتمعة منظومة متكاملة تؤدي دورا حيويا في كافة المجالات المذكورة.
وأوضح الكواري في كلمته بالجلسة الافتتاحية،أن هيئات التقييس الوطنية والإقليمية تقوم بالمساعدة في إدارة ومراقبة الأسواق المحلية وزيادة القدرة على المنافسة وتوفير مصدر ممتاز لنقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى دورها الرئيسي في حماية المستهلك من الغش وضمان جودة المنتجات وفي حماية البيئة المحلية من التدهور والدمار.
وقال، إنه من هذا المنطلق فإن إعداد استراتيجية للتقييس الخليجية سيعزز منظومة التقييس ويساهم في تطوير المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والصناعية والبيئية، بهدف مواكبة المستجدات العالمية وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الأعضاء في ظل قيام الاتحاد الجمركي الخليجي، مما يساهم في تطوير وتعزيز مبادئ السوق الخليجية المشتركة.
أما سعادة السيد نبيل بن أمين ملا، الأمين العام لهيئة التقييس الخليجية فأبرز في كلمته أهم أهداف عقد هذا المنتدى بالدوحة ومنها بناء توجهات استراتيجية تشمل في طياتها منظومة متكاملة لأنشطة التقييس المختلفة يتم تحقيقها من خلال مشاركة شركاء الهيئة في عملية بناء الخريطة الإستراتيجية لهيئة التقييس للأعوام 2016- 2020 .
ونوه بأن إقامة هذا المنتدى تأتي تأكيدا على حرص الأمانة العامة للهيئة على بناء خطة استراتيجية تحقق أهدافها المنصوص عليها في النظام الأساسي وكذلك توجهات أعضاء مجلس إدارة الهيئة والمجلس الفني.
وأضاف “من هذا المنطلق شرعت هيئة التقييس الخليجية في إعداد الإستراتيجية للأعوام 2016- 2020 حيث تم اعتماد خطة عمل لإعداد الإستراتيجية انطلاقا من منهجية بطاقة الأداء المتوازن والتي من أهمها تعزيز مشاركة الشركاء في عملية بناء الخطة الإستراتيجية، مبينا أنه لأجل ذلك تم التعاقد مع المكتب الاستشاري “بلاديوم” للمساهمة في بناء الخطة الإستراتيجية، موضحا أنه سبق هذا المنتدى عقد ورش بالدول الأعضاء لأخذ مرئياتهم وتوجهاتهم وبحث المتوقع والمأمول من هيئة التقييس.
وأشار السيد نبيل بن أمين ملا إلى أنه قد تم إعداد مسودات أولية للغايات الإستراتيجية بمساعدة الدول الأعضاء والمكتب الاستشاري والتي سيتم مناقشتها وتطويرها في هذا المنتدى بناء على المعلومات التي تم جمعها إلى الآن من خلال ورش العمل.
وأكد سعادة السيد نبيل بن أمين ملا، الأمين العام لهيئة التقييس الخليجية على أن المنتدى يشكل بداية مرحلة بارزة الأهمية في مسار إعداد إستراتيجية التقييس الخليجية وذلك لأن نجاح الإستراتيجيات يعتمد على دعم ومشاركة جميع الشركاء.
ومضى إلى القول إن هيئة التقييس الخليجية واستمرارا لنهجها في تنفيذ خطتها الإستراتيجية 2013- 2015، استطاعت تحقيق إنجازات كان لها الأثر الكبير في تعزيز رسالتها من خلال هذه الخطة حيث سعت الهيئة من خلالها لرفع كفاءة وفاعلية دورها عبر عدة برامج ومبادرات ساهمت في تطوير برامج اختبارات كفاءة وتطوير بعض اللوائح والقوانين المنظمة لتطبيق المنظومة الخليجية للتحقق من المطابقة وتطوير العديد من الأنظمة التقنية التي كان لها دور كبير في تطوير العمل.
كما تم اعتماد أكثر من 16 ألف مواصفة قياسية ولائحة فنية خليجية وتوقيع مذكرة تفاهم مع المنظمة الدولية للتقييس “الإيزو” أمكن بموجبها للهيئة تبني مواصفات الإيزو والتعاون معها في ترجمة مواصفاتها إلى اللغة العربية.
وأوضح الأمين العام لهيئة التقييس الخليجية أن الهيئة قامت بتشكيل التجمع الخليجي للمترولوجيا الذي حصل مؤخرا على الاعتراف الدولي المشروط كهيئة إقليمية للمترولوجيا. كما عملت الهيئة ضمن استراتيجيتها على تعزيز الكفاءات الوطنية العاملة في مجالات التقييس والجودة بتنفيذ البرامج التدريبية ضمن الخطة التدريبية السنوية والخطة التدريبية الموازية لمنسوبي أجهزة التقييس الوطنية والجهات المعنية بالقطاعين العام والخاص في الدول الأعضاء.
وقد قدم سعادة السيد ملا هدية تذكارية لسعادة وزير البيئة تقديرا لجهوده في دعم هيئة التقييس الخليجية وأنشطة التقييس على المستوى الخليجي.
وسيناقش المنتدى على مدى يومين بفندق ومنتجع “شرق” مشروع إستراتيجية التقييس الخليجية، كما سيقدم الدكتور الكواري عرضا تقييميا لاستراتيجية التقييس بدولة قطر 2010 2020 كنموذج ومرجع لاستراتيجيات التقييس الخليجية، بالإضافة لعروض أخرى مماثلة لبعض خبراء هيئات التقييس الوطنية الخليجية، بينما ستقوم هيئة التقييس لدول مجلس التعاون من جانبها بعرض مشروع الإستراتيجية المقترح لمناقشته وليصبح استراتيجية موحدة لهيئات التقييس الوطنية الخليجية والإعلان عن ذلك في نهاية المنتدى بعد أخذ رأي الدول الأعضاء.
وأشار الدكتور الكواري في تصريحه إلى أنه تم اختيار الدوحة لعقد هذا المنتدى نظرا لتبنيها فكرة أن تكون إستراتيجية التقييس هي الإستراتيجية.
ومن بين أهداف المنتدى تعزيز الشراكة والاستدامة بين الهيئة وأجهزة التقييس بدول مجلس التعاون ومناقشة استراتيجيات هذه الأجهزة في مجال التقييس وتطوير التعاون والأهداف المشتركة في هذا الصدد.
يذكر أن من أهداف هيئة التقييس الخليجية توحيد أنشطة التقييس المختلفة ومتابعة تطبيقها والالتزام بها والتعاون والتنسيق بين أجهزة التقييس بدول مجلس التعاون.