الدوحة – قطر
أكد سعادة الدكتور صالح بن محمد النابت وزير التخطيط التنموي والإحصاء ، حرص الوزارة واستمرارها في النهوض بالعملية الإحصائية بالدولة من خلال شراكاتها الدولية والإقليمية.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها الوزارة أمس حول ثورة البيانات في المنطقة العربية وتحدث فيها الدكتور يوهانس جوتنغ، مدير منتدى الشراكة في الإحصاء من أجل التنمية في القرن الحادي والعشرين الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً له.
وأشار سعادته إلى أن الوزارة هي جزء من آليات العمل الجارية حالياً على صعيد اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، ومنتدى الشراكة في الإحصاء لتحديد الاحتياجات الإحصائية اللازمة للنهوض بالعملية الإحصائية في قطر، وذلك عن طريق مشاركتها في اللجان الفنية واجتماعات الخبراء المعنية بأهداف التنمية المستدامة ومؤشرات قياسها.
وشدد على التزام الوزارة بخارطة الطريق التي اقترحتها مجموعة الشراكة في الإحصاء من أجل التنمية في القرن الحادي والعشرين، وذلك للاتفاق على قائمة موحدة للمؤشرات اللازمة لقياس التنمية المستدامة لما بعد عام 2015 ولاسيما القيام بالأنشطة الإحصائية وعمليات جمع البيانات، الكفيلة بتوفير الإحصاءات التي يحتاجها مستخدموها في القطاعين الحكومي والخاص.
ومن جانبه ، تطرق الدكتور يوهانس جوتنغ إلى ” ثورة البيانات من أجل التنمية المستدامة” وأهمية الإحصاءات والبيانات وما تتطلبه المنطقة العربية من جهود للنهوض بالقطاعات الإحصائية.
وثورة البيانات من أجل التنمية المستدامة هي مبادرة أطلقها تقرير الشخصيات الرفيعة المستوى المقدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة عام 2013.
وتهدف المبادرة إلى توفير زيادة هائلة في حجم البيانات والإحصاءات وسرعة إنتاجها، ورفع القدرة على نشر البيانات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة وغاياتها لما بعد عام 2015 بسرعة فائقة وبتقنية متطورة.
وأوضح السيد جوتنغ خلال المحاضرة ، أن التحديات الرئيسة التي تواجه البيانات والإحصاءات في المنطقة العربية عديدة ، تتمثل في فجوات في البيانات ، ونوعيتها، وشموليتها، وآنيتها، وطريقة نشرها وغير ذلك.
وأشار إلى ان متطلبات البيانات الرئيسة تم تحديدها في إطار البرنامج الاستشاري للبحوث الذي ينفذه منتدى الشراكة في الإحصاء من أجل التنمية في القرن الحادي والعشرين في 27 دولة، مبينا التوصيات الرئيسة الواردة في خارطة الطريق المقترحة للأجهزة الإحصائية الوطنية المتمثلة في تنمية القدرات، والمعايير والمبادئ، والابتكارات، والقيادة، والحوكمة وغيرها.
وعرض السيد جوتنغ “مشروع توجيه ثورة البيانات ” الذي تبناه منتدى الشراكة ، وهو عبارة عن خريطة طريق لثورة البيانات تنطلق هذ العام كجزء من عملية التحضير لانعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر من هذا العام، حيث يتوقع الاتفاق على خطة التنمية الجديدة وإطلاقها.
وتهدف خريطة الطريق إلى وضع برنامج واسع النطاق من الإجراءات الرامية إلى مساعدة البلدان النامية على التصدي للتحديات المتمثلة في خطة التنمية لما بعد عام 2015، والاحتياجات من البيانات ذات الصلة بأهداف التنمية المستدامة.
وأوضح السيد جوتنغ أن خريطة الطريق هذه تقوم على المعلومات التي جُمعت وحُللت كجزء من المشروع المذكور، والتي تهدف إلى مساعدة البلدان على التصدي للتحديات التي تواجهها في تحسين توافر البيانات واستخدامها في رصد التقدم الذي تحرزه مشاريع التنمية.
وقال إن خريطة الطريق المذكورة تشمل قائمة بالاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيات الجديدة ومصادر البيانات غير التقليدية.
الجدير بالذكر أن منتدى الشراكة في الإحصاء من أجل التنمية في القرن الحادي والعشرين يعمل بموازاة المنظمات الدولية كشعبة الإحصاء في الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد وشعبة الإحصاء في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا وشمال أمريكا واليوروستات وغيرها.
وتُسهم هذه المنظمات المذكورة في مجلس إدارة المنتدى ولجنته التنفيذية التي تضم عدة دول من بينها قطر التي لعبت دوراً هاما في صياغة استراتيجيته وفي صياغة “مشروع توجيه ثورة البيانات” .
وشهدت المحاضرة للدكتور جوتنغ حضورا لافتا من مديري الإدارات وموظفي الوزارة ، وعدد من المسؤولين من عدة جهات بالدولة.