دبي – الإمارات
أشارت إحصاءات جديدة، أصدرتها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، إلى أن الإمارة استقبلت 13.2 مليون زائر خلال عام 2014، محققة بذلك زيادة سنوية بنسبة 8.2%، وهي نسبة أعلى بكثير من معدل النمو العالمي البالغ 4.7%، ما يعكس التقدم المستمر الذي تحرزه الإمارة نحو تحقيق رؤيتها السياحية الهادفة إلى استضافة 20 مليون زائر بحلول مطلع العقد المقبل.
ويحتل الرقم 13.2 مليوناً المكانة الأبرز ضمن قائمة الإحصاءات الواردة في النسخة الأولى من «التقرير السنوي لزوار دبي»، الذي تصدره دائرة السياحة، اليوم، في معرض سوق السفر العربي 2015.
ويشمل التقرير جميع الزوار الذين قصدوا دبي وأقاموا فيها ليلة واحدة على الأقل، سواء أكانت إقامتهم في فنادق، أو شقق فندقية، مع الأصدقاء والأقارب أو على متن إحدى السفن السياحية؛ فهو يقدم إحصاءات تختلف عن الإحصاءات المتضمنة في التقرير الذي أصدرته الدائرة سابقاً، التي اقتصرت على الزوار الذين أقاموا في المؤسسات الفندقية بدبي.
ويعد «التقرير السنوي لزوار دبي» بمثابة مراجعة ومقارنة للمقاييس والتوجهات والرؤى السياحية المستخلصة من الأبحاث الشاملة التي تجريها دائرة السياحة، والتي تشمل مراقبة الأداء والتطورات على صعيد الطلب والمنافسة على مستوى العالم، وفاعلية عوامل الجذب السياحي التي توفرها دبي، وكذلك قدرة الإمارة على توفير تجارب سياحية متميزة لجميع الزوار الذين يقصدونها بهدف السياحة الترفيهية وسياحة الأعمال.
وقال المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، هلال سعيد المري: «يسلط التقرير السنوي لزوار دبي الضوء على النهج والعوامل التي أسهمت في تحقيق هذه الزيادة الكبيرة في عدد زوار دبي عام 2014، ومواصلة مسارها التصاعدي، ويؤكد أن دبي شهدت نمواً سنوياً بنسبة 8.2%، وهي نسبة أعلى بكثير من معدل النمو العالمي، ويوضح قوة جاذبية دبي السياحية لفئات عدة من السياح ومن مناطق جغرافية مختلفة، كما يسلط الضوء على النجاح الذي أحرزته الإمارة حتى الآن، وفرص النمو المستمر المتاحة لها مستقبلاً».
وأضاف المري أن «النجاح الذي حققته دبي في عام 2014 يُعد إنجازاً حقيقياً، لاسيما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار بعض التحديات التي واجهتنا، كالضغوط التي تعانيها اقتصادات الأسواق السياحية المهمة بالنسبة لدبي، وكذلك أعمال الصيانة في مطار دبي الدولي التي استمرت لمدة 80 يوماً؛ وقد استطاعت دبي أن تحقق ذلك بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، والشراكة والتعاون المستمر بين القطاعين الحكومي والخاص».
وشهدت الأسواق السياحية التقليدية بالنسبة لدبي زخماً مستداماً، إذ نمت معظم الأسواق الـ10 التي تصدرت قائمة زوار دبي بنحو 8%، لكن في المقابل كان هناك أيضاً نمو كبير في عدد من الأسواق الناشئة التي تشهد نمواً سريعاً في الطبقة الوسطى من ذوي الدخل المرتفع بين سكانها، مثال على ذلك الصين ونيجيريا والبرازيل، إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية الشرقية بعد أن صدر في مارس 2014 قانون يعفي مواطني 13 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي من الحصول على تأشيرة دخول مسبقاً للسفر إلى الإمارات. وبهذا الخصوص، قال المري: «سعت دبي للتركيز بشكل استراتيجي على اتباع نهج استقطاب زوار من أسواق مختلفة، بهدف الحد من مخاطر الاعتماد على منطقة جغرافية محددة، وأسهمت الأسواق الـ10، التي تصدرت قائمة زوار دبي، بـ55% من زوار دبي في العام الماضي، وشهدت معظم هذه الأسواق نمواً مستداماً، كما كان هناك نمو ملحوظ في عدد الزوار من الأسواق الناشئة، وسنواصل العمل مع شركائنا لزيادة تنويع أسواقنا وتعزيز فرص النمو، ومثال على ذلك سعينا لتحقيق الاستفادة القصوى من أسواق أوروبا الشرقية، وقد لمسنا نتائج إيجابية عقب قرار إعفاء مواطني بعض دولها من تأشيرة الدخول إلى الإمارات في مارس من العام الماضي، وتزامن ذلك مع انطلاق رحلات شركتي (طيران الإمارات) و(فلاي دبي) إلى تلك المنطقة في أواخر عام 2014». وأسهمت في نمو أعداد زوار الإمارة العام الماضي عوامل عدة، أبرزها التوسعات التي شهدها مطار دبي الدولي، وأهمها افتتاح المدرج الثاني، إضافة إلى التوسع المستمر في أساطيل الطائرات وشبكتي الوجهات لكل من «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، إضافة إلى الخطوات المتخذة لتسهيل السياسات المتعلقة بتأشيرة الدخول، التي يسرت زيارة دبي وجعلتها أقل كلفة، فضلاً عن الاستمرار في تطوير عوامل الجذب والمعالم السياحية في دبي، وتنويعها، لاستقطاب المزيد من الزوار، والمساهمة في إطالة فترات إقامتهم، إذ تم على سبيل المثال افتتاح 46 منشأة فندقية جديدة في الإمارة العام الماضي.
وقال المري إن «دبي تعمل على توفير عوامل جذب وتجارب سياحية رائعة للزوار. وقد أثمرت الجهود المبذولة في خلق بيئة سياحية تلبي احتياجات زوار دبي الذين يقصدونها، سواء بهدف الترفيه أو الأعمال، لتناسب جميع الزوار من جميع الفئات.
لقد أسهم التحسين المستمر في عوامل الجذب السياحي في زيادة متوسط الإقامة في دبي إلى 7.8 أيام، وهي فترة تفوق نظيرتها في لندن، ومماثلة لما هي عليه في نيويورك، كما ستتم إضافة وجهات سياحية جديدة، حيث سيفتتح المزيد من المعالم والفنادق في 2015 و2016 وتتضمن معالم وتجارب سياحية وفنادق ومطاعم جديدة».